جامعة روفيرا فيرجيلي - تاراغونا - إسبانيا من ٣ اكتوبر ٢٠١١ لغاية ٢١ اكتوبر ٢٠١١م

افتتح في مدينة تاراغونا الإسبانية معرض التسامح الديني في عمان تحت رعاية سعادة الشيخ أحمد بن سعود السيابي الأمين العام بمكتب الإفتاء وبحضور سعادة هلال بن سالم المعمري سفير السلطنة في مملكة أسبانيا . تم استضافة المعرض من قبل كرسي اليونسكو للحوار بين الثقافات والأديان بجامعة روفيرا فيرجيللي بإسبانيا.

  

وقال سعادة الشيخ في الكلمة التي ألقاها في حفل الافتتاح أن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية وبتوجيهات مباركة وكريمة من حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم دأبت على أن يكون للسلطنة وجود وموقع في حوار الحضارات والثقافات والأديان إيمانا منها بأهمية التفاعل الإيجابي مع البشرية في حضاراتها وثقافاتها وأديانها وكل أطيافها الفكرية والأدبية .وأضاف سعادته أن هذا المعرض يأتي لينقل تجربة السلطنة في التسامح الديني ولا شك أنها تجربة رائدة ورائعة ولاقت ترحيبا واسعا وإشادة كبيرة من العديد من الأطراف في العديد من الدول وذلك لأن العالم بشكل عام يشهد شحنا طائفيا متصاعدا نتيجة بروز بعض الأحداث المنسوبة إلى المسلمين وغير المسلمين وألهبت المشاعر وأثارت الضغائن ونبتت الأحقاد بين الناس بعضهم مع البعض ومن المؤسف أن تلك الأحداث أطرت في مفاهيم دينية ومن المعلوم أن ذلك التأطير الديني لتلك الأحداث منه ما كان عن حسن قصد ومنه ما كان عن سوء قصد ، لذلك جاءت سلسلة معارض التسامح الديني في عمان الذي يكون هذا المعرض واحدا منها لتقول للناس وللعالم أن الأديان لا تعرف العنف ولا التطرف ولا الإرهاب ولا تسمح بذلك بل هي أديان التسامح والتعايش والتفاهم والحوار .وأوضح سعادته أن الإسلام يقول في القرآن الكريم الذي هو دستور المسلمين لغير المسلم " لكم دينكم ولي دين " ويقول " لا إكراه في الدين " وهناك آيات كثيرة في القرآن الكريم في هذا المعنى ، والنبي محمد صلى الله عليه وسلم عندما هاجر أي انتقل من مكة إلى المدينة أول شيء قام به هما أمران اثنان: تغيير اسم البلد الذي أنتقل إليه من يثرب إلى المدينة كإشارة إلى تكوين أول مجتمع إسلامي قائم على المدنية والحضارة والمدنية والحضارة في

الإسلام تقومان على السلوك الحسن ، والأمر الثاني : إنشاء دستور ينظم العلاقة بين الحسنة بين الدولة والمجتمع بكل مكوناته من اليهود والمسلمين ذلك الدستور المعروف بصحيفة المدينة وهو أول دستور للمواطنة في العالم يحفظ حقوق المواطن من أي دين كان ومن أي عرق أو لون كان في المواطنة والعيش المشترك .وفي ختام كلمته شكر سعادة الشيخ الأمين العام بمكتب الإفتاء إدارة كرسي اليونسكو للحوار بين الثقافات والأديان بجامعة روفيرا فيرجيللي بمدينة تاراغونا العريقة والجميلة بمملكة إسبانيا على استضافتهم لإقامة هذا المعرض وهذا دليل على رغبتهم الصادقة وعلى توجههم الطيب في التواصل واللقاء والحوار كما شكر سعادته سفارة السلطنة في إسبانيا على الجهود التي بذلتها في سبيل إقامة هذا المعرض . كما ألقى إيريك أوليفى رئيس قسم اليونسكو للحوار بين الثقافات في البحر الأبيض المتوسط كلمة أوضح من خلالها الدور الذي يلعبه قسم اليونسكو في ارساء الحوار ومد جسور التسامح والتفاهم والتعايش السلمي ثم نوه إلى أهمية منطقة البحر الأبيض المتوسط لتحقيق الأهداف التي ذكرها سابقا ثم أشاد بالدور الذي تلعبه سلطنة عمان في منطقة الخليج في مجال الحوار وارساء التسامح الديني بين الشعوب في خام كلمته أعرب عن جزيل الشكر للسلطنة لإعطاء الفرصة للطلبة في إسبانيا لمعرفة الإسلام الحقيقي والسلمي مؤكدا أن الحوار هو السبيل لتعرف على الثقافات والحضارات الأخرى مشيرا أن إقامة مثل هذه المعارض تشكل نقطة الانطلاق للمضي قدما في مبادرات تساهم في تعزيز التبادل العلمي والأكاديمي بين الأساتذة والجامعيين من الجهتين.

  

وأكدت الدكتور آنا أرديفول نائبة عميد جامعة روفيرا فيرجيللي بأن هذا المعرض الفريد من نوعه يرسم الطريق الذي نبدأ منه ونتقدم فيه لمعرفة قيم هامة على المستوى الدولي حيث يساهم في إرساء التفاهم الفعلي بين الشعوب ويشجع على التبادل الفكري بين الثقافات وهي الأهداف التي يصبو إليها منظمو هذا المعرض ، وأوضحت أن هذا المعرض سيحقق المعرفة التي هي القاعدة الأساسية للتطور التكنولوجي والفهم الواضح لمختلف الثقافات والحضارات وفي نفس الوقت ارساء قيم الاحترام فضلا على أن هذا المعرض إضافة لتحقيق هذه الأهداف السامية سيساهم في تبادل الخبرات بين الجامعات وفي ختام كلمتها شكرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية على إقامة هذا المعرض.

بعد ذلك تم عرض فيلم التسامح الديني في عمان ثم تجول الحضور بين جنبات المعرض ، وبلغ عدد الزوار له أكثر من 4000 زائر.


مقالة جريدة عمان عن المعرض